فكرتنا الليبراليــــــــــــــــة

فكرتنا الليبراليــــــــــــــــــــــــــة :

الحزب الليبرالي الاحوازي :

تعتبر الليبرالية احدى المذاهب الرئيسيّة في الفلسفة السياسيّة الغربيّة، وتنعكس مبادئها الرئيسية على العدالة، والحريّة الفردية، كما يختلف فهم هذين المبدأين باختلاف المكان والمجتمع، ولكن غالباً ما يتم ربطها بالديمقراطية، وحرية الدين، والرأسمالية، وحقوق الإنسان، وقد تمّ الدفاع عن الفكر الليبرالي بشكل أساسي في إنجلترا، والولايات المتحدة، فقد ساهم كلّ من الأدباء جون لوك الذي عاش في الفترة ما بين 1632م-1704م، وجون ستيوارت الذي عاش في الفترة ما بين 1808م-1873م في تطوير الفكر الليبرالي.

أن مصطلح الليبرالية هو مذهب ينادي بالحرية الكاملة، وفي ميادين الحياة المختلفة، لاتقيدها أحكام الدين . والليبرالية كغيرها من المذاهب السياسية والاجتماعية تعدّ نمطاً فكرياً عاماً، ومنظومة متشابكة من المعتقدات والقيم، تشكلت عبر قرون عدة، منذ القرن السابع عشر.م
وفي هذا المجال قد ساهمت شخصيات معروفة من المفكرين في صياغة الفلسفة الليبرالية و من أبرزهذه الرجالات : (( جون لوك (1632-1704م)، وآدم سميث (1723-1790م) وجيرمي بنثام (1748-1832م)، وجون ستيوارت مل (1806-1873م)، وجان فرانسوا فولتير (1694-1778م)، وجان جاك روسو (1712-1778م) وأليكسيس دي توكفيل (1805-1859م) وغيرهم. )).

تفترض الليبرالية أنّ الناس الذين يتمتعون بالذكاء المنطقي لديهم القدرة على تحديد المشاكل وحلها، الأمر الذي يساهم في تحقيق تحسّن منهجي في وضع الإنسان، كما يتعارض مبدأ التشدّد مع الفكر الليبرالي في كثير من الأحيان، فالفكر المتشدّد يؤيد الحفاظ والالتزام بالوضع الراهن، أمّا الليبرالية فتسعى لتغيير النظام، لتحدث تحسينًا و تقدمًا فيه.

يعود تاريخ الليبرالية كفكر متكامل إلى ما قبل حوالي ثلاثمائة وخمسين عاماً، حيث ظهرت بشكل خاص في شمال أوروبا، وهولندا، وإنجلترا، وينبغي الإشارة إلى أنّ ذلك التاريخ مرتبط بتاريخ حركة ثقافية سابقة، وهي النزعة الإنسانية التي ازدهرت في وسط أوروبا وخصوصاً فلورنسا، وذلك في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، ووصلت إلى ذروتها خلال عصر النهضة في القرن السادس عشر، وقد ازدرهر الفكر الليبرالي بشكل كبير في البلدان التي تشتهر بالتجارة الحرة، وبتبادل المواطنين والأفكار، وكانت ثورة عام 1688م فترة مهمّة في تاريخ ذلك الفكر الذي أكدّ عليها نجاح رجال الأعمال، مثل: لورد شافتسبري، ونجاح المؤلفين، مثل: جون لوك الذي نشر مقالاً عن فهم الإنسان في عام 1690م، حيث قدّم فيه دفاعاً عن الحريات الفردية التي تعتبر مفتاحاً للفكر الليبرالي.

أن الليبرالية الحديثة لقد صقلت ثورة عام 1776م في أمريكا وثورة عام 1789م في فرنسا بعض الأفكار الرئيسية المرتبطة بالليبرالية، وهي: الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والمساواة، والفصل بين الدين والدولة، وحرية العقيدة، والتركيز على كيان الفرد، وقد كان القرن التاسع عشر فترة تحسّنا واضحا لمبادئ الليبرالية التي اضطرّت إلى مواجهة الظروف الاقتصادية والاجتماعية الجديدة الناتجة عن الثورة الصناعية الأولية، وقد أثّر العديد من المؤلفين على قيم الفكر الليبرالي، مثل ((جون ستيوارت ميل ))  الذي قدّم مواضيع فلسفيّة شدد فيها على مثل: حرية التعبير، وحريات النساء والعبيد، كما أدّى ظهور مذاهب الاشتراكية والشيوعية وغيرها تحت تأثير الاشتراكي ((كارل ماركس )) والمثاليين الفرنسيين، إلى تحفيز الليبرالييّن على التمسّك بآرائهم، والارتباط بمجموعات سياسية أكثر تماسكاً..
أمّا في القرن العشرين فقد تمّ إعادة تبنّي مبادئ الليبرالية على يد عدّة أُدباء ومفكّرين، مثل: جون مينارد كينز، ولودفيج فون ميزس، وذلك لتتكيّف مع التغيّر في الوضع الاقتصادي، كما تمّ استخدام تلك المبادئ في العقود الأخيرة لحلّ القضايا الملحّة لأزمة الرأسمالية، والعولمة، ولا تزال الليبرالية في القرن الحادي والعشرين هي العقيدة المُلهمة للقادة السياسيين وللمواطنين، وذلك من أجل العيش في مجتمع مدني مرفه ولآمن.

كما تؤمن الليبرالية بجملة قيم أسياسية، تتصدرها “الحرية” حتى أنها اكتسبت اسمها من هذه القيمة، وحتى أن البعض رأى “أن الموقف الليبرالي هو التعبير الطبيعي عن الإيمان بالحرية.. فالهدف الأساس للمذهب الليبرالي هو ضمان الحرية أو التحرر، وكسرالقيود والموانع المعيقة لحركة الإنسان ونشاطه، على أساس أنها تتعلق بممارسة الإنسان لحقوقه الطبيعية. وآمن المذهب الليبرالي بقيمة هامة وأساسية بالنسبة لبنائه الفكري، وهي الفردية، ويعتبرلفرد هو الأساس، وواجب الدولة والمجتمع حماية استقلاله، وتسهيل سعيه لتحقيق ذاته، وإتاحة المجال أمامه للاختيار الحر وأعلنت الليبرالية كثيراً من قيمة الملكية كأحد الحقوق الطبيعية للفرد، يتوجب صونها من كل تعدٍ أو جور وتحدثت الليبرالية عن المساواة بأشكالها السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية، وفي الحراك الاجتماعي..

أما فيما يتعلق بالصلة بين الليبرالية والديمقراطية، فإنه يمكن القول بأن الليبرالية تمثل الفلسفة الاجتماعية أو منهج التفكير أو النسق الفكري العام. في حين أن الديمقراطية أنسب ما تكون لوصف نظام الحكم أو طريقة ممارسة السلطة السياسية. وقد بدأت الليبرالية أرستقراطية ثم أصبحت ذات صيغة شعبية بفعل كفاح الشعوب تعترف للجميع بالحقوق نفسه. اما فكرة الليبرالية الاساسية في الاقتصادهي الحرية الاقتصادية , أي عدم تدخل الدولة في الشئون الاقتصادية

أو أن يكون تدخلاً محدوداً وعلى أضيق نطاق، فواجبات الدولة محدودة، يجب أن لا تتجاوزه
فمن الطبيعي أن يتمتع الإنسان بحريته الكاملة في النشاط الاقتصادي، وفقاً لما سُمي “المذهب الطبيعي”؛ فسعادة البشر وفق هذا المذهب تتحقق من خلال سعي كل فرد لتحقيق مصلحته الذاتية. وتم التعبير عن هذا المضمون بشعار “دعه يعمل، دعه يمر” وقد نظر(( آدم سميث ))  بوضوح لهذه الفكرة ( انظر كتابه  “ثروة الأمم” الصادر (1776م). وهناك اخرونمثل (( دافيد ريكارو )) حبث شرحها في كتابه الشير( الاقتصاد السياسي -1817.م. تعود جذورالليبرالية – أيضًا – إلى أفكار(( جون لوك )) وهو الاخر  الذي يؤكد على فكرة “القانون الطبيعي”، ووفقاً لهذه الفكرة فإن للأفراد بحكم كونهم بشراً حقوقاً طبيعية غير قابلة للتصرف فيها، كحرية الفكر وحرية التعبير، والاجتماع، والملكية.. لذلك فإنه لا يطمئن لمستقبل الإنسان “إلا إذا تبدلت جماعات المدنية الحديثة في نظامها الحاضر السائدة فيه روح الجماهير بنظام يكفل حرية الفرد وينمي كفاياته ومواهب.

اننا  كليبراليون نؤمن بضرورة أتباع نهج الحداثة الغربية، كسبيل لصنع التقدم، وتحقيق النهضة المنشودة لشعوبنا المنهكة من الماضي..

“فلقد علّمتنا التجربة في  اوروبا أن السفور كبعض مسائل الحياة الأخرى، إنما يكون حلّه عن طريق العمل لا من طريق البحث والجدل”، فهو يدعو إلى العمل وعدم الاكتفاء بالجدل، “إننا قد أصبحنا نعتقد أن من الواجب علينا أن نحول بين الجدل وخصوصاً الديني، وبين شؤون الحياة الاجتماعية العملية، بقدر ما يجب أن نحول بين حركة النهوض في الشرق، وبين كل ما يعوق ذلك النهوض”، ويجب على مجتمعناان يجتازطور البحث النظري في مسألة السفور والحجاب إلى طور العمل والتنفيذ، لكن المشكلة التي تواجه مجتمعنا  اليوم “إنما هي الوسيلة التي يتدرجون بها إلى السفور الفعلي، تدرجاً لا يكون فيه منافرة بين ذوق الحجاب القديم، وذوق السفور الجديد.

 

وإذا كان “الخطاب السفوري” يقدم صورة منفّرة للحجاب ولوضع المرأة “المحجبة”؛ فإنه أفرد صفحات واسعة من الصحافة الليبرالية، لتعريف المرأة الشرقية بأنماط جديدة من السفور التغريبي، في الأزياء، والسلوك ، والعادات وفي هذه البيئة الفكرية تنامت الدعوة إلى تحطيم كل الحواجز والحجب أمام الاندماج الكامل للمرأة في الحياة الاجتماعية،  فمن اجل تخلص مجتمعنا من الاستعمار المنبري المتخلف فعلينا بضرورة الاستفادة من تجربة الاختلاط في الغرب، لانها لم تهدد الأخلاق العامة، بل إنها زادت في متانة أخلاق الشباب، وقلّلت من النظر إلى المرأة بوصفها جسداً !! ومن باب “موضوعة الجنس” فقط، بل إن الفصل بين الجنسين هو ادعى إلى إثارة الشهوات، وفيه الكثير من سوء الظن بأخلاق المرأة والرجل!

أن “الاختلاط الصريح” بين الجنسين له من الأهمية ما لتحقيق “التعادل الفكري” بين الرجال والنساء من أهمية، لذلك فإنه لا إمكانية “لإصلاح صحيح للجماعة الشرقية إلا إذا توافر فيها هذان العاملان توافراً شاملاً جريئاً! لقد أصبح “السفور” مجرد وسيلة للوصول إلى نشوء المجتمع المختلط “الذي يُقرّب مسافة الخلف بين الجنسين، ويُقيم علاقات بين الرجل والمرأة على قاعدة التفاهم الفكري والعاطفي”، لذلك يأسف البعض على “أننا لم نخطُ بعد الخطوة الحاسمة في سبيل تطبيق روح الحضارة العصرية على عاداتنا وأخلاقنا وأساليب حياتنا.من الواضح أن الخطاب الليبرالي في هذه المسألة فهي أصواتاً “توفيقية”، حيث بدأت أصواتاً تنادي بالاختلاط الصريح والكامل. ويظهر أن البعض بدأ يعوّل على “الموقف” العملي وليس مجرد “التنظير” الفكري للمسألة، والمناخ العام أصبح في صالح السلوك السفوري،  ، واعتبار الحجاب باسلوبه المتطرف المتحجر سلوكاً متخلفاً يتنافى مع التقدم والمدينة، ويعطّل قدرات المرأة، من نظيرتها المرأة الغربية.

لم تكن مسألة حق المرأة في التعليم موطن جدل كبير في الفكر العربي الحديث، فقد كان هناك شبه إجماع على حقها في التعليم من حيث المبدأ، أما الخلاف الذي ظهر فهو حول المستوى والنوعية، وجاء هذا الاختلاف مرتبطاً بطبيعة الموقف من مشاركة المرأة في الحياة العامة، ودرجات هذه المشاركة ونوعيتها. وعن حقها في التعليم وان مسألة تعليم المرأة، يكمن في “تحرير المرأة ’’لنيلها  بحقها في الحصول على “التعليم ا حتى يكون له سهم في تطور وتقدم المجتمع ..

ومن المعلوم درجة ما تمتع به الليبراليون من قدرة على صنع القرار، وتنفيذه عبر وجودهم القوي في وسط الجماهير, فيعوّل الليبراليون كثيراً على التربية والتعليم كوسيلة للنهوض بالمرأة  أن “التعويل ينصب على التربية والتعليم أولاً، إذ هي الوسيلة الفعّالة للنهوض بالمرأة وتصحيح أحوالها وذلك  بـفتح أبواب التعليم العالي للفتيات، والإكثار من المدارس الثانوية للبنات” ان الحزب الليبرالي وفقاً لمرجعيته الفكرية، ورؤيته لدور المرأة في المجتمع، يتبنى الدعوة للتعليم المختلط، ويجتهد رموزه في الترويج له، وإبراز فضائله وإيجابياته. ان التيار الليبرالي مؤمناً بأهمية الاختلاط ومحاسنه، وتبنى بعض المحسوبين عليه، الدعوة إلى المفاهيم الغربية في ميدان التربية والتعليم تبنياً كاملاً غير منقوص، ان الاختلاط الكامل وفي جميع المراحل الدراسية..  ويهوّن الفكرالليبرالي من المخاطر المفترضة، ويتمنى أن يسيرمجتمعنا في الاحواز في هذاالاتجاه الصحيح ، كما سارت الامور أوروبا..

إننا في حركتنا الأخيرة، وما اقتبسناه من تجاربنا في اوروبا أساليب المدنية الغربية يحتم علينا ان  نقطع عين المراحل التي قطعها الاوروبييون سوانا، واحدة تلوالاخرى ، بينما نحن مستعدين لنواجه عين العقبات،التي واجعهتها اوروبا واجتيازه لها ,ا ونصر على مطالب بالانفتاح على التجارب الحديثة في مجال التربية والتعليم في الغرب حيث  ان النماذج من التعليم في الغرب، تؤكد على محاسن التعليم المختلط وثبوت انعدام مخاطره حتى في بعض الحالات التي طبق فيها الاختلاط حتى في الأقسام الداخلية. اننا في  التيار الليبرالي نشاهد عن حق المرأة في التعليم، فإنه بتطور الحياة، وانتشار التعليم في اوروبا بدأ بالتصاعد . اننا في الحزب الليبرالي الاحوازي  في سياق اهتمامنا بالدفاع عن حق المرأة في التعليم والعمل يأتي الحديث عن حقوقها السياسية, كماعملها في المناصب السياسية ايضا.  و ان من حقوق المرأة في الزواج والطلاق، وإباحة زواج المسلمة بغير المسلم، وأن لا يكون الدين عائقاً أمام الرغبة في الزواج بين رجل وامرأة.كما ان الحزب الليرالي  يعمل  كل ما لديه من قوى للدفع باتجاه تضمين قانون الأحوال الشخصية  ما يمنع تعدد الزوجات منعا باتا..

وفي مجال العدالة الاجتماعية:

ان صراعنا الحزبي، يبدو الاهتمام بالتركيز على الحريات السياسية لخدمة الأغراض الوطنية و بمعالجة الهموم الاجتماعية الحقيقية، كالفقر والبطالة ومشاكل الفلاحين والعمال والفئات الفقيرة أو المسحوقة، ونعدّها  هموماً تعيق التقدم والرفاهية.ونعتبرهذه الهموم هي مفيدة لانتظام الحياة البشرية.

اننا في الحزب الليبرالي الاحواز ي  نؤمن بأن المجتمع مكلّف بحماية الحقوق الفردية، ولا ينبغي له الاعتداء عليها، ولهذا ينفر من كل ما يضع قيداً على حرية الفرد، ويرفض فرض أية غايات أو أهداف خارجية على الفرد،كما يرى الحزب  لزوم تركه حراً يفعل ما يشاء، وأن من حقه على المجتمع أن يعيش حراً مستقلاً ساعياً وراء غاياته التي يختارها بمحض حريته وإرادته. واننا نسعى في هذا إلاطارنسعى لتثقيف افراد مجتمعنا على الاجتناب من  فعل كل ما من شأنه أن يشكل إضراراً، أو تدخلاً غير مشروع في حرية الآخرين. وهكذا فإن الليبرالية تكفل الحرية الشخصية، والحريات العامة والاجتماعية، والمعيار في الحكم على الفعل والسلوك هو معيار علماني لا صلة له بالدين. و علينا ان نجعل  من التقليد للنموذج الغربي معياراً، أو هدفاً، وفي أحسن الأحوال وسيلة للنهوض بالمجتمع. كما ان  دعوتنا في المجتمع  إلى علمانية الأخلاق، وعلمانية التربية والتعليم كأحد أدوات المجتمع للتوجيه الخلقي، وتسخير التربية والتعليم وأجهزة التوجيه لتعزيز اتجاهات الحياة الحديثة . أما المهمة الأساسية للحزب  للعملية التربوية التعليمية، فهي تعليم الفضائل المدنية، وخلق الأوضاع، التي يمكن للحكم الديمقراطي أن ينمو ومحاصرة المنبرية المتخلفة والتي تزج بالمجتمع نحو الارهاب والتخريب.

لذلك اننا ننادي  بعلمانية الأخلاق وتغريبها، فلا تقتصر على المعنى الروحي الديني، كالتقوى والصدق والأمانة والعفة..” بل تمتد لتشمل بعض “الصفات السامية النبيلة” كالدقة، المثابرة، الصبر، الاحتمال، الإقدام، الشجاعة، قوة الابتكار، التعاون، خدمة الغير، مراعاة شعور الآخرين، الإعجاب بكل حسن وجميل، الذوق السليم، الإتقان، المرونة..”

اللجنة الاعلامية – الحزب الليبرالي الاحوازي