Execution In Iran: Jan – Feb 2020
Execution In Iran: Jan – Feb 2020
اهداء للشباب
قناة عيلام ٢١ مارس ٢٠٢٠
لن نستسلم, ننتصر او نموت
من أيام العرب – عنترة بن شداد
من أيام العرب.
——-
*يَا دَارُ أَيْنَ تَرَحَّلَ السُّكَّانُ؟*
عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن مخزوم بن ربيعة العبسي…
22 ق . هـ / 525 – 601 م
وقيل : بن عمرو بن شداد ، وقيل أيضاً بن قراد العبسي ، على اختلاف بين الرواة…
أحد فرسان العرب وشاعر من شعراء العصر الجاهلي وهو أحد الشعراء الذين علقت لهم معلقات على أستار الكعبة الشريفة وعرفت معلقته باسم معلقة عنترة بن شداد…
هو أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الأولى ، من أهل نجد ، أمه حبشية اسمها زبيبة ، سرى إليه السواد منها . وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً ، يوصف بالحلم على شدة بطشه ، وفي شعره رقة وعذوبة .!
كان مغرماً بابنة عمه عبلة فقلَّ أن تخلو له قصيدة من ذكرها .؟
اجتمع في شبابه بامرئ القيس الشاعر وشهد حرب داحس والغبراء وعاش طويلاً ، وقتله الأسد الرهيص أو جبار بن عمرو الطائي .؟
نشأ عنترة في نجد عبداً يرعى الإبل محتقراً
في عين والده وأعمامه ، لكنه نشأ شديداً ..
بطَّاشاً شجاعاً ، كريم النفس كثير الوفاء…
بدأت قصة عنترة حينما أغار بعض العرب
على عبس واستاقوا إبلهم ..
فقال له أبوه : كُرّ يا عنترة .!
فقال : العبدُ لا يحسن الكَرّ إنّما يحسنُ الحِلاب والصَّر .؟ فقال : كُرّ وأنت حُر .!!
فقاتل قتالاً شديداً حتى هزم القوم واستنقذ الإبل.
من رقيق شعره وروعته .. هذه المناجاة الملتاعة عن الشتات والفرقة ، تترقرق الدموع .. وينسال القريض عذباً ، يحاكي وجع القلب وحرقته .. مترجماً حالة الشوق والحنين .. ومرارة الفقدان واللهفة .؟!
يناجي فيقول :
يا دارُ أَينَ تَرَحَّلَ السُكّانُ ..
وَغَدَتْ بِهِمْ مِنْ بَعدِنا الأَظعَانُ .؟
بِالأَمسِ كَانَ بِكِ الظِّباءُ أَوانِسَاً ..
وَاليَومَ في عَرَصاتِكِ الغِربَانُ
يَا دَارَ عَبْلَةَ أَيْنَ خَيَّمَ قَومُهَا ..
لَمَّا سَرَتْ بِهِمُ المَطيُّ وَبَانُوا
ناحَتْ خَمِيلاتُ الأَرَاكِ وَقَد بَكى ..
مِن وَحشَةٍ نَزَلَتْ عَلَيْهِ البَانُ
يَا دَارُ أَروَاحُ المَنَازِلِ أَهْلُها ..
فَإِذَا نَأَوا تَبْكيهِمُ الأَبدَانُ
يَا صَاحِبي سَلْ رَبْعَ عَبْلَةَ وَاِجتَهِدْ ..
إِنْ كَانَ لِلرَّبْعِ المُحِيلِ لِسَانُ
يَا عَبْلَ : مَا دَامَ الوِصَالُ لَيَالِيَاً ..
حَتَّى دَهَانا بَعدَهُ الهِجْرَانُ
لَيْتَ المَنَازِلَ أَخبَرَتْ مُسْتَخْبِرَاً. ..
أَيْنَ اِستَقَرَّ بِأَهْلِهَا الأَوطَانُ
يَا طَائِرَاً قَد بَاتَ يَنْدُبُ إلْفَهُ. ..
وَيَنُوحُ وَهوَ مُوَلَّهٌ حَيْرَانُ
لَو كُنْتَ مِثْلي مَا لَبِسْتَ مُلَوَّناً ..
حَسَناً وَلا مَالَتْ بِكَ الأَغْصَانُ
أَيْنَ الخَلِيُّ القَلْبِ مِمَّنْ قَلْبُهُ ..
مِنْ حَرِّ نِيرَانِ الجَوَى مَلْآنُ …
عِرنِي جَنَاحَكَ وَاِستَعِرْ دَمعِي الَّذي ..
أَفْنَى وَلا يَفْنَى لَهُ جَرَيَانُ
حَتَّى أَطِيرَ مُسَائِلاً عَنْ عَبْلَةٍ ..
إِنْ كَانَ يُمْكِنُ مِثْلِيَ الطَّيَرَانُ .
تخبط دولة الإحتلال الإيراني الإرهاربي
ماوراء تخبط دولة الإحتلال الإيراني الإرهاربي “من أمره و كيفية مواجهة كارثة تفشي كورونا”.
إن دولة الإحتلال الإيرانية الإرهابية اصبحت بورة له و هو الامر الذي اثبت للعالم حقيقة ماقد دأبت المقاومة الشعوب في جغرافية السياسية مايسمى إيران على التاكيد علية من إن هذا الدولة الإرهابية لاتكترث ولايتها و معاد للشعوب و الإنسانية وماتهتم الا لأمورها و مصالحها الخاصة التي يمنحها دائما الاولوية.
الإحتلال الذي إبتلى الشعول خاصتاً الشعب العربي الأحوازي منذ عقود ولاقي منة مالم يلاقية إي شعب من الشعوب العالم من قسوة و بطش و ظلم و الأعدمات و الإعتقالات من حكمة الجائر.
حيث شهدنا الفساد و السرقة و نهب لأموال شعبنا الأحوازي بصورة تخطت كل الحدود ، هذا بالاضافة الى تصاعد الممارسات القمعية ضد شعبنا و وصولها الى الذورة حتى صار هذا الإحتلال زبوناً دائما لتلقى قرارات الإدانة الدولية لإرتكابة الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسانية و تصعيدة للإعدامات و الإعتقالات بوتائر غير مسبوقة حتى أصبح الإحتلال في مقدمة الدول العالم التي تنفذ أحكام الأعدامات دون محاكم عادلة.
و عندما يقول خامنئي :”هذا البلاء(كورونا) ليس عظيماً جداً وليس استثنائيا بل اإنه قضية عابرة و علينا ألا نضخمها كثيراً”.
في الوقت الذي صار العالم كل ينظر الى الخكوو التهديد الكبير الذي صار يمثله تفشي هذا المرض في جغرافية السياسية ماتسمى إيران و مدی التقاعس و عدم إمكانية والحد من تفشية.
توصيف بهذا الشكل الاوضاع فإن يدل ذلك على جهل الخامنئي الإرهابي، وإن نقول للشعوب بأن جهاز الحرس الثوري الإرهابي هو المستفيد الأكبر من إستمرار الفيروس لأنه يسطر على كل القطاعات الاقتصادية ، فإننا نعلم عندئد الى أي حد يقوم هذا النظام بالاستهانة بحياة و أرواح الشعوب جغرافية السياسية مايسمى إيران خاصتاً شعبنا العربي الأحوازي ولايكترث لهم أبداً.
ك : عبدالسلام الأحوازي
صوت النخلة
https://www.instagram.com/p/B9oq_JHBkLx/?igshid=1drjal78eann2
@sowtalnakhlah
قناة عيلام ١٢ مارس ٢٠٢٠
من هـــــــو الحـــــــــــــــــــلاج ؟
من هـــــــو الحــــــــــــــــــــــــلاج ؟
الباحث : الدكتور فالح عبدالله المنصوري
جامعة / HSU/ USA
منصور الحلاج هو الحسين بن منصور ابو المغيث العيلامي ( الاحوازي) ولد في المنطقة البيضاء في عام 1207 .م. ثم انتقل الى العراق حيث نشا وترعرع في واسط ثم انتقل اللا بغداد وتنقل في بلدان كثيرة في سنوات حياته. تصوف الحلاج على يد الشيخ الصوفي سهل بن عبدالله التستري العيلامي وتعلم الفقه وعلوم الدين وكان له من الاشعار والاقوال.
أشهر أقوال الحلاج
أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا نحن روحان ِحَلَلْـنا بدنا فـإذا أبصرتـَني أبصرتـَهُ وإذا أبصرتـَهُ أبصرتـَنـا.
أفهامُ الخلائقِ لاتتعلَّق بالحقيقة، والحقيقة لاتتعلَّق بالخليقة. الخواطرُ علائقُ، وعلائقُ الخلائقِ لاتصل إلى الحقائق. والإدراك إلى علم الحقيقة صعبٌ، فكيف إلى حَقِّ الحقيقة. النقطة أصل كل خط، والخط كلّه نقطٌ مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها، وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليلٌ على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا قلت: ما رأيت شيئاً إلاّ رأيت الله فيه.
أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا نحن روحان ِحَلَلْـنا بدنا فـإذا أبصرتـَني أبصرتـَهُ وإذا أبصرتـَهُ أبصرتـَنـا.
أفهامُ الخلائقِ لاتتعلَّق بالحقيقة، والحقيقة لاتتعلَّق بالخليقة. الخواطرُ علائقُ، وعلائقُ الخلائقِ لاتصل إلى الحقائق. والإدراك إلى علم الحقيقة صعبٌ، فكيف إلى حَقِّ الحقيقة.
النقطة أصل كل خط، والخط كلّه نقطٌ مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها، وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليلٌ على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا قلت: ما رأيت شيئاً إلاّ رأيت الله فيه.
أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا نحن روحان ِحَلَلْـنا بدنا فـإذا أبصرتـَني أبصرتـَهُ وإذا أبصرتـَهُ أبصرتـَنـا
- ومن اشهر اقوله : ما رأيتُ شيئًا إلَّا ورأيتُ الله فيه.
- ما انفصلت البشريّة عنه، ولا اتصلت به.
- حجبهم بالاسم فعاشوا، ولو أبْرَزَ لهم علومَ القدرة لَطاشوا، ولو كشَفَ لهم عن الحقيقةِ لَماتوا.
- من ظنَّ أنَّ الالهية تمتزج بالبشريّة أو البشرية بالإلهيّة فقد كَفَر.
- أسماء اللّه تعالى، من حيث الإدراك اسم، ومن حيث الحقّ حقيقة.
- إلهي! أنتَ تعلمُ عجزي عن مواضعِ شكرك، فاشكرْ نفسَك عنّي، فإنَّه الشكرُ لا غير.
الحسين بن منصور الملقب بالحلاج يعتبر من أكثر الرجال الذين اختلف في أمرهم، وهناك من وافقوه وفسروا مفاهيمه. وهو من أهل البيضاء هي البلدة في بلاد عيلام ( الاحواز ) بعد الحديث عن قصة الحلاج ونهايته المؤلمة التي تعرَّض لها، سيتمُّ ذكر بعض أشهر أقوال الحلاج والتي كان أكثرها سببًا من أسباب ذلك المصير فقد كشفت عن عقيدته التي قتل مرتدًا بسببِها وأصبح رمزًا من رموزالصوفية.
كان الحلاج مسلمًا سنيًا، وكان له صديقان من المسلمين الشيعة في البيضاء، كان والده يعمل في حلج القطن ولهذا سمي بالحلاج، وهي مهنةٌ كان الابن يمتهنها من وقتٍ لآخر. تنقل منصور إلى المدن الشهيرة بصناعة الأقمشة مثل الأحواز وتستر واستقر به المقام في واسط جنوبي العراق. أمضى الحلاج فترة شبابه في واسط التي كانت تعتبر معقل الفكر السني وتعلم فيها على المذه تزوج الحلاج من ابنة أبي يعقوب الأقطع البصري الذي كان بدوره من تلامذة المتصوف ذائع الصيت الجنيد البغدادي وأحد أفراد عائلة من الكتاب من الأحواز، وقد كان هذا هو الزواج الوحيد للحلاج ورزق فيه أربعة أبناء وابنةً واحدة. أما من حيث ديانة الحلاج ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسلمة
مذهب الحلاج
يعدُّ الحلاج من أشهر المتصوّفين في الإسلام، فقد اتَّخذ التصوف طريقةً جهاديَّةً في سبيل نُصرةِ الحق وأهله، ولم يكُن التصوف في نظره مسلكًا تعبديًا فرديًا، فقد طور الحلاج هذه النظرة للتصوف وجعله ثورةً ضدَّ الطغيان والفساد والظلم في المجتمع وفي النفس في آنٍ واحد، فقد نشأ الحلاج في واسط ثمَّ في بغداد وتكررت زياراته إلى مكة المكرمة، حيثُ كان يعتكفُ هناك مظهرًا التّجلُّدَ والصبرَ على الشدائد والمكاره والمصاعب من جوع وعطش وحرارة الشمس أو البرد كما كان يفعل المتصوّفة وقد زارَ بعد ذلك كثيرًا من بلدان العالم الإسلامي للتبشير حيث يدعو الناس على طريقته الخاصّة، وكان يظهر أحيانًا بهيئة الفقير الزاهد وتارةً بهيئة الغنيّ الثريّ وتارةً بهيئة العامل، وبذلك صار له الكثير من الأتباع.
تملكة الحلاج نزعةٌ إصلاحية، حملته أخيرًا على أن يخلع الخرقة الصوفية، وأن يكثر من التنقل في البلاد، يلقى الناس، ويسمع منهم، ويتحدث إليهم بكلامٍ مفهوم حينًا وغير مفهومٍ في كثيرٍ من الأحيان، حتى افتتنوا به افتتانًا كبيرًا، جعل البعض منهم يرفعه عن أن يكون إنسانًا عاديًا، إلى حد أنهم عندما قتل، لبثوا ينتظرون أوبته زاعمين أن أعداءه لم يقتلوه هو بعينه، وإنما شبه لهم. وكان في تجواله في البلاد، وفي تطوافه في الأسواق، وفي لقائه الناس، ينتقد الأوضاع السائدة في عصره، فأوغر ذلك عليه الصدور، ودُبرت له المكيدة، وحُوكم محاكمةً صوريةً سريعة بتهمة الزندقة والإلحاد، وصدر الحكم في شأنه بالإعدام، وقُتل شر قتلة. عاش لفترة وجيزة في عبادان التي كانت معقل النساك بالقرب من نهر دجلة في العراق، وأصبحت على ما يبدو مصدر إلهامه الأول. أما في مدينته تستر- -، فقد ألّف تفسيرًا للقرآن الكريم يرتبط بمنهجه في التأمل، ويعتمد فيه فكرة كون الله ليس إلهًا منفردًا عن مخلوقاته، بل أنه يمثل قدر البشر المحتوم الذي سيذوب فيه البشر، وأن على الإنسان أن يبحث في أغوار نفسه ليدرك الله “سر النفس”.
ومن المعروف تتلمذ الحلاج على يدي سهل التستري في تستر- لمدة ثم افترقا لأسبابٍ غير وقد رحل إلى البصرة في فترةٍ كانت تقص بالقلاقل السياسية، حيث انطلقت ثورة الزنج وأثرت تطوراتٌ مرافقةٌ لها على تستر لذلك تم إخلاؤها، فرحل إلى البصرة ، فقلده سهل في التنسك وفي مجاهدة النفس، وهما تقليدان انتقلا إلى البصرة التي أصبحت مركزًا للتصوف وكانت ترتبط بجزيرة العبادين القريبة منها، لتخرج فيها أشكال تنسك على الطريقة الصوفية. وكانت بداية تصوف الحلاج حين انتقل إلى البصرة، حيث لبس الخرقة التي أصبحت تميز المتصوفة، والتي بدأها المحدث العربي عمرو بن عثمان المكي والذي بدأ أيضًا تقليد قص الشارب، وهكذا فإن الشكل الأولي لنظام الطقوس الصوفية الذي تطور لاحقًا قد جرى تبنيه في أوساط الصوفيين من أصحاب الرؤى التق هذا الجانب إلى حدٍ كبير.
وبعد نهاية حروب الزنج عام 883 بالقضاء على الثوار واستعادة الخلافة العباسية السيطرة على البصرة، فانتقل الحلاج إلى مكة حاجًا وبقي هناك عامًا كاملًا يقود نمطًا جديدًا من الطقوس الصوفية، ولم يعرف الكثير عن آرائه في تلك الفترة. بعد ذلك عاد الحلاج إلى زوجته أم الحسين في البصرة، وهناك بدأ بالجهر بآرائه وبالحديث عن تجاربه كما بدأ يتحدث بلسان الله، وهو ما أدى على ما يبدو إلى نزاع بين الأقطع ومكي، فرحل وزوجته إلى تستر بسبب تهجم مكي وإرساله رسائل وعيد من البصرة مستنكرًا ادعاء الحلاج بأنه مرسلٌ من الله. كان الحلاج ممن يرى التصوف جهادًا متواصلاً للنفس، بالابتعاد بها عن متع الدنيا وتهذيبها بالجوع والسهر، وتحمل عذابات مجاهدة أهل الجور، وبث روح الثورة ضد الظلم والطغيان. ويؤكد اتصاله بالزنج والقرامطة ذلك، وهما من الحركات الثورية المعروفة في عصره. وكان أن دخل بعض أمراء الحكم تحت قيادته الروحية، وكتب الحلاج لهم بعض الرسائل في الأخلاق السياسية، ثم كان أن دالت دولة هؤلاء الأمراء بتغلب أعدائهم عليهم، فألقي القبض عليه وكانت نفسه قد تاقت للشهادة.
مع تعاليم الإسلام بحسب رؤيته لها، فرفع أمر الحلاج إلى القضاء طالباً محاكمته أمام الناس والفقهاء فلقي مصرعه على يدي الوزير حامد بن العباس، تنفيذاً لأمر الخليفة المقتدر العباسي في القرن الرابع الهجري.
قصة الحلاج
تبدأ قصة الحلاج عندَ بعض أقوالِه التي أثارت شكوكَ الناس حول عقيدتِه، فقد نُسبَ إليه الكثير من الأقوال التي كفَّرهُ كثير من العلماء عليها، حيثُ يُنسَبُ له قوله: “إنَّ الإنسان إذا أراد الحج، أفرد في داره بيتًا، وطاف به أيام الموسم، ثم جمع ثلاثين يتيمًا، وكساهم قميصًا قميصًا، وعمل لهم طعامًا طيبًا، فأطعمَهم وخدمهم وكساهم، وأعطى لكل واحدٍ سبعة دراهم أو ثلاثة، فإذا فعل ذلك، قام له ذلك مقام الحجّ”، وقال أيضًا: “أنا الحق والحق أنا”، وله بعض الأشعار التي كفَّره عليها كثير من الفقهاء وأهل العلم في ذلك العصر كقوله الذي يؤكدُ فيه على إيمانه بالحلول والاتحاد:
سبحانَ مـَن أظهرَ ناسوتَهُ سـرَّ سنا لاهوتهِ الثاقـــب
ثمّ بَدا في خلقـِه ظاهرًا في صورة الآكلِ والشارب
ويقول أيضًا في موضعٍ آخر مبيِّنًا أنَّه يعتقد بجميع المعتقدات الأخرى:
عَقَدَ الخلائقُ في الإلهِ عقائدًا وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه
واتُّهم بالزندقة والشعوذة والسّحر وبأنّه ادعى النبوة وأخيرًا اتهم بأنه ادَّعى الربوبيّة، وبسببِ ما صدرَ عنه وما اتُّهم به وبسبب قصة الحلاج التي وصلت إلى القاضي أبي عمر محمّد بن يوسف المالكي أهدرَ دمَه وكفَّره بعد أن أقام عليه البينة الشرعية وبعدها أجمع علماء عصره على أنَّه مرتدٌّ، وصدرَ قرار الخليفة العباسي المقتدر بالله بعد ما وصلت إليه قصة الحلاج يتضمن ما يلي: “إذا كانت فتوى القضاة فيه بما عرضت، فأحضره مجلس الشرطة واضربه ألف سوط، فإن لم يمت فتقدّم بقطع يديه ورجليه ثم اضرب رقبته، وانصب رأسه واحرق جثته”، وعندما أخذَ إلى المكان الذي سيقتل فيه قال لأصحابه أنَّه سيعود بعد ثلاثين يومًا لكنَّه لم يعد، فقطعت يداه ورجلاه ثمَّ قُتل مرتدًا في عام 309هـ الموافق لعام 1273م، وأحرقت جثَّته بعد أن قُتل. [٢] [٣]
وتظهر معاناة الحلاج الشديدة مع الجسد في مناجاته المستمرة مع الله , بعد ان كشف له امورا سترت على اغلب الناس .
وفي ذلك يقول :
أانت ام أنا هذا في الهين حاشاك حاشاك من اثبات اثنين
هوية لك في ولائيتي ابدا كلي على الكل تلبيس بوجهين
فاين ذاتك عني حيث كنت ارى فقد تبين ذاتي حيث لا أين
وأين وجهك مقصود بناظرتي في باطن القلب أم في ناظر العين.
ومن المعروف أن القاضي أبو عمر المالكي هو من حكم بقتل الحلاج، بعد أن رأى كفره ومروقه وتماديه في الضلال – على حد زعمه- وقد أمر الخليفة بإنفاذ الحكم.
دامت محاكمة الحلاج تسع سنوات قضاها في السجن يعظ السجناء، ويحرر بعض كتاباته. وكان مما أخذ عليه أيضًا نظريته في تقديس الأولياء التي عدوها ضربًا من الشرك، وبعض أقواله التي حملوها على محمل التجديف. وفي السادس والعشرين من آذار/ مارس عام922 أُخرج الحلاج من محبسه وجلد جلدًا شديدًا، ثم صُلب حيًا حتى فاضت روحه إلى بارئها. وفي اليوم التالي قطع رأسه وأحرق جثمانه، ونثر رماده في نهر دجلة،
وقيل أن بعض تلاميذه احتفظوا براسه
وسُئل عن الصوفي فقال: «من أشار إليه فهو متصوفٌ، ومن أشار عنه فهو صوفيٌّ.»
وقال في مرةٍ أخرى عن الصوفي: «إنه وحداني الذات، لا يقبل أحدًا ولا يقبله أحدٌ.»
وقال: «معنى الخلق العظيم، ألا يؤثر فيه جفاء الخلق بعد مطالعة الحق.»
وقال: «إذا استوى الحق على سر عبدٍ، ملك الأسرار، فيعاينها ويخبر عنها.»
وقال: «من أسكرته أنوار التوحيد حُجب عن عبادة التجريد.»
وقال: «من خاف من شيءٍ سوى الله، أو رجا سواه، أغلق عليه أبواب كل شيءٍ، وسلط عليه المخافة، وحُجب بسبعين حجابًا، أيسرها الشك.»
وقال: «لا يجوز لمن يرى غير الله أن يدعي أنه يعرفه.»٨
له طائعةً، وشموس الحقيقة في قلوبها طالعة!
**من اشعار واقوال الحلاج **
طلعت شمس من أحبك ليلًا
فاستضاءت فما لها من غروبٍ
إن شمس النهار تغرب بالليـ
ـل وشمس القلوب ليس تغيب»
اعتقاد أتباعه بألوهيته.
قوله: أنا الحق …
إني أحتضر، وأُقتل، وأُصلب، وأحترق، وأُحمل على السافيات.٣٥
ثم أنشأ يقول:
أَنْعى إليك نفوسًا طاح شاهدُها
فيما وراء الحيثِ أو في شاهد القِدَم
أَنْعى إليك قلوبًا طال ما هطلت
سحائب الوحي فيها أبْحُر الحكم
أَنْعى إليك لسان الحق مذ زمنٍ
أودى وتذكاره في الوهم كالعدم
أَنْعى إليك بيانًا تستكين له
أقوال كل فصيحٍ مِقوَلٍ فَهِمِ
أَنْعى إليك إشارات العقول معًا
لم يبق منهن إلا دارِسُ الرِّمَمِ
أَنعى وحُبِّك أخلاقًا لِطائفةٍ
كانت مطاياهم من مَكْمَدِ الكَظم
مضى الجميع فلا عينٌ ولا أثرٌ
مُضِيَّ عادٍ وفُقدانَ الأُلى إِرَمِ
وخلَّفوا مَعشرًا يحذون لُبسَتَهم
أعمى من البُهْمِ بل أعمى من النعَمِ»
ثم أنشأ يقول:
عجبت منك ومني
يا منية المتمني
أدنيتني منك حتى
ظننت أنك أني
وغبت في الوجد حتى
أفنيتني بك عني
ثم أخذ يترنم ويرقص، وهو في حالةٍ من النشوة العارمة، والوجد العنيف، جعلت ابن خفيف يعتقد أن جدران سجنه كانت أيضًا تترنم بقوله:
لي حبيبٌ حبه وسط الحشا
لو يشا يمشي على خدي مشى
روحه روحي، وروحي روحه
إن يشا شئت، وإن شئت يشا»
طلبت المستقَر بكل أرضٍ
فلم أرَ لي بأرضٍ مستقرًا
فنلت من الزمان ونال مني
وكان مناله حلوًا ومرًّا
نديمي غير منسوبٍ
إلى شيءٍ من الحيف
دعاني ثم حياني
فعل الضيف بالضيف
فلما دارت الكأس
دعا بالنطع والسيف
كذا من يشرب الراح
ثم أنشد مترنمًا:
وحرمة الود الذي لم يكن
يطمع في إفساده الدهرُ
ما نالني عند هجوم البلا
بأسٌ ولا مسَّني الضرُّ
ما قُدَّ لي عضوٌ ولا مفصلٌ
إلا وفيه لكم ذكرُ٤٣
الحديد، فأنشأ يقول:
تجاسرتُ فكاشفتـ
ـك لما غلب الصبرُ
وما أحسن في مثلـ
ـك أن يُنتهك السترُ
وإن عنَّفني الناس
ففي وجهك لي عذرُ
كأن البدر محتاجٌ
إلى وجهك يا بدر
ثم أنشد:
اقتلوني يا ثقاتي
إن في قتلي حياتي
ومماتي في حياتي
وحياتي في مماتي
إن عندي محو ذاتي
من أجلِّ المكرمات
وبقائي في صفاتي
من قبيح السيئات
فاقتلوني واحرقوني
بعظامي الفانيات
ثم مروا برفاتي
في القبور الدارسات
تجدوا سرَّ حبيبي
في طوايا الباقيات٤٩
إذا ذكرتك كاد الشوق يقلقني
وغفلتي عنك أحزانٌ وأوجاع
وصار كلي قلوبًا فيك داعيةً
للسقم فيها وللآلام إسراع٥٠
يا لائمي في هواه كم تلوم فلو
عرفت منه الذي عنيت لم تلم
للناس حجٌّ ولي حجٌّ إلى سكني
تُهدى الأضاحي وأُهدي مُهجتي ودمي٥١
- ••
لا تلمني فاللوم مني بعيد
وأجر سيدي فإني وحيد
من أراد الكتاب هذا خطابي
فاقرءوا واعلموا بأني شهيد٥٢
** المصادر **
١ شخصيات قلقة في الإسلام، للدكتور عبد الرحمن بدوي، ص٧١.
٢ شخصيات قلقة في الإسلام، ص٧٥.
٣ شخصيات قلقة في الإسلام، ص٧٥.
٤ البداية والنهاية، ج١١، ص١٤٠.
٥ تاريخ بغداد، ج٨، ص١٣٤.
٦ تاريخ بغداد، ج٨، ص١٢٤.
٧ البداية والنهاية، ج١١.
٨ الكواكب الدرية للمناوي، ج٢، ص٢٦.
٩ المحاكمات الكبرى.
تاريخ بغداد، ج٨، ص١٤١-١٤٢.
٣٢ أخبار الحلَّاج، طبع باريس.
٣٣ أخبار الحلَّاج، طبع باريس.
٣٤ البداية والنهاية، لابن كثير، ج١١، ص١٤١-١٤٢.
٣٥ الرياح.
٣٨ أخبار الحلَّاج، طبع القاهرة، ص١٠-١١.
٤١ ديوان الحلَّاج.
٤٤ البداية والنهاية، ج١١.