من هـــــــو الحـــــــــــــــــــلاج   ؟ 

من هـــــــو الحــــــــــــــــــــــــلاج   ؟

الباحث : الدكتور فالح عبدالله المنصوري

جامعة / HSU/ USA

منصور الحلاج هو الحسين بن منصور ابو المغيث العيلامي ( الاحوازي) ولد في المنطقة البيضاء في عام 1207 .م. ثم انتقل الى العراق حيث نشا وترعرع في واسط  ثم انتقل اللا بغداد وتنقل في بلدان كثيرة في سنوات حياته. تصوف الحلاج على يد الشيخ الصوفي سهل بن عبدالله التستري العيلامي وتعلم الفقه وعلوم الدين وكان له من الاشعار والاقوال.

أشهر أقوال الحلاج

أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا نحن روحان ِحَلَلْـنا بدنا فـإذا أبصرتـَني أبصرتـَهُ وإذا أبصرتـَهُ أبصرتـَنـا.

أفهامُ الخلائقِ لاتتعلَّق بالحقيقة، والحقيقة لاتتعلَّق بالخليقة. الخواطرُ علائقُ، وعلائقُ الخلائقِ لاتصل إلى الحقائق. والإدراك إلى علم الحقيقة صعبٌ، فكيف إلى حَقِّ الحقيقة. النقطة أصل كل خط، والخط كلّه نقطٌ مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها، وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليلٌ على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا قلت: ما رأيت شيئاً إلاّ رأيت الله فيه.

أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا نحن روحان ِحَلَلْـنا بدنا فـإذا أبصرتـَني أبصرتـَهُ وإذا أبصرتـَهُ أبصرتـَنـا.

أفهامُ الخلائقِ لاتتعلَّق بالحقيقة، والحقيقة لاتتعلَّق بالخليقة. الخواطرُ علائقُ، وعلائقُ الخلائقِ لاتصل إلى الحقائق. والإدراك إلى علم الحقيقة صعبٌ، فكيف إلى حَقِّ الحقيقة.

النقطة أصل كل خط، والخط كلّه نقطٌ مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها، وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليلٌ على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا قلت: ما رأيت شيئاً إلاّ رأيت الله فيه.

أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا نحن روحان ِحَلَلْـنا بدنا فـإذا أبصرتـَني أبصرتـَهُ وإذا أبصرتـَهُ أبصرتـَنـا

  • ومن اشهر اقوله : ما رأيتُ شيئًا إلَّا ورأيتُ الله فيه.
  • ما انفصلت البشريّة عنه، ولا اتصلت به.
  • حجبهم بالاسم فعاشوا، ولو أبْرَزَ لهم علومَ القدرة لَطاشوا، ولو كشَفَ لهم عن الحقيقةِ لَماتوا.
  • من ظنَّ أنَّ الالهية تمتزج بالبشريّة أو البشرية بالإلهيّة فقد كَفَر.
  • أسماء اللّه تعالى، من حيث الإدراك اسم، ومن حيث الحقّ حقيقة.
  • إلهي! أنتَ تعلمُ عجزي عن مواضعِ شكرك، فاشكرْ نفسَك عنّي، فإنَّه الشكرُ لا غير.

الحسين بن منصور الملقب بالحلاج يعتبر من أكثر الرجال الذين اختلف في أمرهم، وهناك من وافقوه وفسروا مفاهيمه. وهو من أهل البيضاء هي البلدة في بلاد عيلام ( الاحواز ) بعد الحديث عن قصة الحلاج ونهايته المؤلمة التي تعرَّض لها، سيتمُّ ذكر بعض أشهر أقوال الحلاج والتي كان أكثرها سببًا من أسباب ذلك المصير فقد كشفت عن عقيدته التي قتل مرتدًا بسببِها وأصبح رمزًا من رموزالصوفية.

كان الحلاج مسلمًا سنيًا، وكان له صديقان من المسلمين الشيعة في البيضاء، كان والده يعمل في حلج القطن ولهذا سمي بالحلاج، وهي مهنةٌ كان الابن يمتهنها من وقتٍ لآخر. تنقل منصور إلى المدن الشهيرة بصناعة الأقمشة مثل الأحواز وتستر واستقر به المقام في واسط جنوبي العراق. أمضى الحلاج فترة شبابه في واسط التي كانت تعتبر معقل الفكر السني وتعلم فيها على المذه تزوج الحلاج من ابنة أبي يعقوب الأقطع البصري الذي كان بدوره من تلامذة المتصوف ذائع الصيت الجنيد البغدادي وأحد أفراد عائلة من الكتاب من الأحواز، وقد كان هذا هو الزواج الوحيد للحلاج ورزق فيه أربعة أبناء وابنةً واحدة.   أما من حيث ديانة الحلاج ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسلمة

مذهب الحلاج

يعدُّ الحلاج من أشهر المتصوّفين في الإسلام، فقد اتَّخذ التصوف طريقةً جهاديَّةً في سبيل نُصرةِ الحق وأهله، ولم يكُن التصوف في نظره مسلكًا تعبديًا فرديًا، فقد طور الحلاج هذه النظرة للتصوف وجعله ثورةً ضدَّ الطغيان والفساد والظلم في المجتمع وفي النفس في آنٍ واحد، فقد نشأ الحلاج في واسط ثمَّ في بغداد وتكررت زياراته إلى مكة المكرمة، حيثُ كان يعتكفُ هناك مظهرًا التّجلُّدَ والصبرَ على الشدائد والمكاره والمصاعب من جوع وعطش وحرارة الشمس أو البرد كما كان يفعل المتصوّفة وقد زارَ بعد ذلك كثيرًا من بلدان العالم الإسلامي للتبشير حيث يدعو الناس على طريقته الخاصّة، وكان يظهر أحيانًا بهيئة الفقير الزاهد وتارةً بهيئة الغنيّ الثريّ وتارةً بهيئة العامل، وبذلك صار له الكثير من الأتباع.

تملكة الحلاج نزعةٌ إصلاحية، حملته أخيرًا على أن يخلع الخرقة الصوفية، وأن يكثر من التنقل في البلاد، يلقى الناس، ويسمع منهم، ويتحدث إليهم بكلامٍ مفهوم حينًا وغير مفهومٍ في كثيرٍ من الأحيان، حتى افتتنوا به افتتانًا كبيرًا، جعل البعض منهم يرفعه عن أن يكون إنسانًا عاديًا، إلى حد أنهم عندما قتل، لبثوا ينتظرون أوبته زاعمين أن أعداءه لم يقتلوه هو بعينه، وإنما شبه لهم. وكان  في تجواله في البلاد، وفي تطوافه في الأسواق، وفي لقائه الناس، ينتقد الأوضاع السائدة في عصره، فأوغر ذلك عليه الصدور، ودُبرت له المكيدة، وحُوكم محاكمةً صوريةً سريعة بتهمة الزندقة والإلحاد، وصدر الحكم في شأنه بالإعدام، وقُتل شر قتلة. عاش لفترة وجيزة في عبادان التي كانت معقل النساك بالقرب من نهر دجلة في العراق، وأصبحت على ما يبدو مصدر إلهامه الأول. أما في مدينته تستر- -، فقد ألّف تفسيرًا للقرآن الكريم يرتبط بمنهجه في التأمل، ويعتمد فيه فكرة كون الله ليس إلهًا منفردًا عن مخلوقاته، بل أنه يمثل قدر البشر المحتوم الذي سيذوب فيه البشر، وأن على الإنسان أن يبحث في أغوار نفسه ليدرك الله “سر النفس”.

ومن المعروف تتلمذ الحلاج على يدي سهل التستري في تستر-  لمدة ثم افترقا لأسبابٍ غير وقد رحل إلى البصرة في فترةٍ كانت تقص بالقلاقل السياسية، حيث انطلقت ثورة الزنج وأثرت تطوراتٌ مرافقةٌ لها على تستر لذلك تم إخلاؤها، فرحل  إلى البصرة  ، فقلده سهل في التنسك وفي مجاهدة النفس، وهما تقليدان انتقلا إلى البصرة التي أصبحت مركزًا للتصوف وكانت ترتبط بجزيرة العبادين القريبة منها، لتخرج فيها أشكال تنسك على الطريقة الصوفية. وكانت بداية تصوف  الحلاج حين انتقل إلى البصرة، حيث لبس الخرقة التي أصبحت تميز المتصوفة، والتي بدأها المحدث العربي عمرو بن عثمان المكي والذي بدأ أيضًا تقليد قص الشارب، وهكذا فإن الشكل الأولي لنظام الطقوس الصوفية الذي تطور لاحقًا قد جرى تبنيه في أوساط الصوفيين من أصحاب الرؤى التق هذا الجانب إلى حدٍ كبير.

وبعد نهاية حروب الزنج عام 883 بالقضاء على الثوار واستعادة الخلافة العباسية السيطرة على البصرة، فانتقل الحلاج إلى مكة حاجًا وبقي هناك عامًا كاملًا يقود نمطًا جديدًا من الطقوس الصوفية، ولم يعرف الكثير عن آرائه في تلك الفترة. بعد ذلك عاد الحلاج إلى زوجته أم الحسين في البصرة، وهناك بدأ بالجهر بآرائه وبالحديث عن تجاربه كما بدأ يتحدث بلسان الله، وهو ما أدى على ما يبدو إلى نزاع بين الأقطع ومكي، فرحل وزوجته إلى تستر بسبب تهجم مكي وإرساله رسائل وعيد من البصرة مستنكرًا ادعاء الحلاج بأنه مرسلٌ من الله. كان الحلاج ممن يرى التصوف جهادًا متواصلاً للنفس، بالابتعاد بها عن متع الدنيا وتهذيبها بالجوع والسهر، وتحمل عذابات مجاهدة أهل الجور، وبث روح الثورة ضد الظلم والطغيان. ويؤكد اتصاله بالزنج والقرامطة ذلك، وهما من الحركات الثورية المعروفة في عصره. وكان أن دخل بعض أمراء الحكم تحت قيادته الروحية، وكتب الحلاج لهم بعض الرسائل في الأخلاق السياسية، ثم كان أن دالت دولة هؤلاء الأمراء بتغلب أعدائهم عليهم، فألقي القبض عليه وكانت نفسه قد تاقت للشهادة.

مع تعاليم الإسلام بحسب رؤيته لها، فرفع أمر الحلاج إلى القضاء طالباً محاكمته أمام الناس والفقهاء فلقي مصرعه  على يدي الوزير حامد بن العباس، تنفيذاً لأمر الخليفة المقتدر العباسي في القرن الرابع الهجري.

قصة الحلاج

تبدأ قصة الحلاج عندَ بعض أقوالِه التي أثارت شكوكَ الناس حول عقيدتِه، فقد نُسبَ إليه الكثير من الأقوال التي كفَّرهُ كثير من العلماء عليها، حيثُ يُنسَبُ له قوله: “إنَّ الإنسان إذا أراد الحج، أفرد في داره بيتًا، وطاف به أيام الموسم، ثم جمع ثلاثين يتيمًا، وكساهم قميصًا قميصًا، وعمل لهم طعامًا طيبًا، فأطعمَهم وخدمهم وكساهم، وأعطى لكل واحدٍ سبعة دراهم أو ثلاثة، فإذا فعل ذلك، قام له ذلك مقام الحجّ”، وقال أيضًا: “أنا الحق والحق أنا”، وله بعض الأشعار التي كفَّره عليها كثير من الفقهاء وأهل العلم في ذلك العصر كقوله الذي يؤكدُ فيه على إيمانه بالحلول والاتحاد:

سبحانَ مـَن أظهرَ ناسوتَهُ          سـرَّ سنا لاهوتهِ الثاقـــب

ثمّ بَدا في خلقـِه ظاهرًا            في صورة الآكلِ والشارب

ويقول أيضًا في موضعٍ آخر مبيِّنًا أنَّه يعتقد بجميع المعتقدات الأخرى:

عَقَدَ الخلائقُ في الإلهِ عقائدًا       وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه

واتُّهم بالزندقة والشعوذة والسّحر وبأنّه ادعى النبوة وأخيرًا اتهم بأنه ادَّعى الربوبيّة، وبسببِ ما صدرَ عنه وما اتُّهم به وبسبب قصة الحلاج التي وصلت إلى القاضي أبي عمر محمّد بن يوسف المالكي أهدرَ دمَه وكفَّره بعد أن أقام عليه البينة الشرعية وبعدها أجمع علماء عصره على أنَّه مرتدٌّ، وصدرَ قرار الخليفة العباسي المقتدر بالله بعد ما وصلت إليه قصة الحلاج يتضمن ما يلي: “إذا كانت فتوى القضاة فيه بما عرضت، فأحضره مجلس الشرطة واضربه ألف سوط، فإن لم يمت فتقدّم بقطع يديه ورجليه ثم اضرب رقبته، وانصب رأسه واحرق جثته”، وعندما أخذَ إلى المكان الذي سيقتل فيه قال لأصحابه أنَّه سيعود بعد ثلاثين يومًا لكنَّه لم يعد، فقطعت يداه ورجلاه ثمَّ قُتل مرتدًا في عام 309هـ الموافق لعام 1273م، وأحرقت جثَّته بعد أن قُتل. [٢] [٣]

وتظهر معاناة الحلاج الشديدة مع الجسد في مناجاته المستمرة مع الله , بعد ان كشف له امورا سترت على اغلب الناس .

وفي ذلك يقول :

أانت ام أنا هذا في الهين     حاشاك حاشاك من اثبات اثنين

هوية لك في ولائيتي ابدا      كلي على الكل تلبيس بوجهين

فاين ذاتك عني حيث كنت ارى     فقد تبين ذاتي حيث لا أين

وأين وجهك مقصود بناظرتي       في باطن القلب أم في ناظر العين.

ومن المعروف أن القاضي أبو عمر المالكي هو من حكم بقتل الحلاج، بعد أن رأى كفره ومروقه وتماديه في الضلال – على حد زعمه- وقد أمر الخليفة بإنفاذ الحكم.

دامت محاكمة الحلاج تسع سنوات قضاها في السجن يعظ السجناء، ويحرر بعض كتاباته. وكان مما أخذ عليه أيضًا نظريته في تقديس الأولياء التي عدوها ضربًا من الشرك، وبعض أقواله التي حملوها على محمل التجديف. وفي السادس والعشرين من آذار/ مارس عام922 أُخرج الحلاج من محبسه وجلد جلدًا شديدًا، ثم صُلب حيًا حتى فاضت روحه إلى بارئها. وفي اليوم التالي قطع رأسه وأحرق جثمانه، ونثر رماده في نهر دجلة،

وقيل أن بعض تلاميذه احتفظوا براسه

وسُئل عن الصوفي فقال: «من أشار إليه فهو متصوفٌ، ومن أشار عنه فهو صوفيٌّ.»

وقال في مرةٍ أخرى عن الصوفي: «إنه وحداني الذات، لا يقبل أحدًا ولا يقبله أحدٌ.»

وقال: «معنى الخلق العظيم، ألا يؤثر فيه جفاء الخلق بعد مطالعة الحق.»

وقال: «إذا استوى الحق على سر عبدٍ، ملك الأسرار، فيعاينها ويخبر عنها.»

وقال: «من أسكرته أنوار التوحيد حُجب عن عبادة التجريد.»

وقال: «من خاف من شيءٍ سوى الله، أو رجا سواه، أغلق عليه أبواب كل شيءٍ، وسلط عليه المخافة، وحُجب بسبعين حجابًا، أيسرها الشك.»

وقال: «لا يجوز لمن يرى غير الله أن يدعي أنه يعرفه.»٨

له طائعةً، وشموس الحقيقة في قلوبها طالعة!

**من اشعار واقوال الحلاج **

طلعت شمس من أحبك ليلًا

فاستضاءت فما لها من غروبٍ

إن شمس النهار تغرب بالليـ

ـل وشمس القلوب ليس تغيب»

اعتقاد أتباعه بألوهيته.

قوله: أنا الحق …

إني أحتضر، وأُقتل، وأُصلب، وأحترق، وأُحمل على السافيات.٣٥

ثم أنشأ يقول:

أَنْعى إليك نفوسًا طاح شاهدُها

فيما وراء الحيثِ أو في شاهد القِدَم

أَنْعى إليك قلوبًا طال ما هطلت

سحائب الوحي فيها أبْحُر الحكم

أَنْعى إليك لسان الحق مذ زمنٍ

أودى وتذكاره في الوهم كالعدم

أَنْعى إليك بيانًا تستكين له

أقوال كل فصيحٍ مِقوَلٍ فَهِمِ

أَنْعى إليك إشارات العقول معًا

لم يبق منهن إلا دارِسُ الرِّمَمِ

أَنعى وحُبِّك أخلاقًا لِطائفةٍ

كانت مطاياهم من مَكْمَدِ الكَظم

مضى الجميع فلا عينٌ ولا أثرٌ

مُضِيَّ عادٍ وفُقدانَ الأُلى إِرَمِ

وخلَّفوا مَعشرًا يحذون لُبسَتَهم

أعمى من البُهْمِ بل أعمى من النعَمِ»

ثم أنشأ يقول:

عجبت منك ومني

يا منية المتمني

أدنيتني منك حتى

ظننت أنك أني

وغبت في الوجد حتى

أفنيتني بك عني

ثم أخذ يترنم ويرقص، وهو في حالةٍ من النشوة العارمة، والوجد العنيف، جعلت ابن خفيف يعتقد أن جدران سجنه كانت أيضًا تترنم بقوله:

لي حبيبٌ حبه وسط الحشا

لو يشا يمشي على خدي مشى

روحه روحي، وروحي روحه

إن يشا شئت، وإن شئت يشا»

طلبت المستقَر بكل أرضٍ

فلم أرَ لي بأرضٍ مستقرًا

فنلت من الزمان ونال مني

وكان مناله حلوًا ومرًّا

نديمي غير منسوبٍ

إلى شيءٍ من الحيف

دعاني ثم حياني

فعل الضيف بالضيف

فلما دارت الكأس

دعا بالنطع والسيف

كذا من يشرب الراح

مع النثرين٤٠ في الصيف٤١

ثم أنشد مترنمًا:

وحرمة الود الذي لم يكن

يطمع في إفساده الدهرُ

ما نالني عند هجوم البلا

بأسٌ ولا مسَّني الضرُّ

ما قُدَّ لي عضوٌ ولا مفصلٌ

إلا وفيه لكم ذكرُ٤٣

الحديد، فأنشأ يقول:

تجاسرتُ فكاشفتـ

ـك لما غلب الصبرُ

وما أحسن في مثلـ

ـك أن يُنتهك السترُ

وإن عنَّفني الناس

ففي وجهك لي عذرُ

كأن البدر محتاجٌ

إلى وجهك يا بدر

ثم أنشد:

اقتلوني يا ثقاتي

إن في قتلي حياتي

ومماتي في حياتي

وحياتي في مماتي

إن عندي محو ذاتي

من أجلِّ المكرمات

وبقائي في صفاتي

من قبيح السيئات

فاقتلوني واحرقوني

بعظامي الفانيات

ثم مروا برفاتي

في القبور الدارسات

تجدوا سرَّ حبيبي

في طوايا الباقيات٤٩

إذا ذكرتك كاد الشوق يقلقني

وغفلتي عنك أحزانٌ وأوجاع

وصار كلي قلوبًا فيك داعيةً

للسقم فيها وللآلام إسراع٥٠

يا لائمي في هواه كم تلوم فلو

عرفت منه الذي عنيت لم تلم

للناس حجٌّ ولي حجٌّ إلى سكني

تُهدى الأضاحي وأُهدي مُهجتي ودمي٥١

  • ••

لا تلمني فاللوم مني بعيد

وأجر سيدي فإني وحيد

من أراد الكتاب هذا خطابي

فاقرءوا واعلموا بأني شهيد٥٢

** المصادر **

١  شخصيات قلقة في الإسلام، للدكتور عبد الرحمن بدوي، ص٧١.

٢  شخصيات قلقة في الإسلام، ص٧٥.

٣  شخصيات قلقة في الإسلام، ص٧٥.

٤  البداية والنهاية، ج١١، ص١٤٠.

٥  تاريخ بغداد، ج٨، ص١٣٤.

٦  تاريخ بغداد، ج٨، ص١٢٤.

٧  البداية والنهاية، ج١١.

٨  الكواكب الدرية للمناوي، ج٢، ص٢٦.

٩  المحاكمات الكبرى.

تاريخ بغداد، ج٨، ص١٤١-١٤٢.

٣٢  أخبار الحلَّاج، طبع باريس.

٣٣  أخبار الحلَّاج، طبع باريس.

٣٤  البداية والنهاية، لابن كثير، ج١١، ص١٤١-١٤٢.

٣٥  الرياح.

٣٨  أخبار الحلَّاج، طبع القاهرة، ص١٠-١١.

٤١  ديوان الحلَّاج.

٤٤  البداية والنهاية، ج١١.

 

حرب النبي ابراهيم

حرب النبي ابراهيم مع كدالعومر ملك عيلام

 

الباحث : الدكتور فالح عبدالله المنصوري

HSU/USAجامعة

 

بعد ان اخذ كدعومر ملك عبلام  لوط ابن اخي ابراهيم الخليل في معركة سدوم  وعمورة التي تم اسر لوط فيها . فحدث بعد هذا وفي ايام امرافل ملك شنعلر واريوك ملك لاسار وكدلعومر ملك عيلام وتدعال ملك جوييم فقاف الملك حمور ابي بطرد العيلاميين من بابل عام 1760 .ق.م. ولكن لستمر  هجوم العيلاميين  على بابل بالتحالف مع الحيثيين حتى سقط الحكم الاموري من بابل 1625.ق.م. وكان الغو الكاشي  قد اتى اليهم من وسط منطقة جبال زاجروس ليعيد العيلاميين هجومهم عدة مرات في الفترة الممتدة مابين عام 1300حتى 1120.ق.م. وكان من بين ما استولوا عليه العيلاميين من كنوز بابا , لوحة حمورابي او مسلته فقد وضعوها في لاصمة العيلامية (( سوسة او شوشن القصر – السوس حاليا ) وتلى ذالك بعض الوقت من الهدوء النسبيفي المنطقة من عام 1000.ق.م. حنى ايام حكم (( سرجون الثاني الاشوري حوالي سنة 721- 705 .ق.م.حيث قام سنحاريب و اشوربانيبال ملوك آشور بالهجوم على العيلاميين وترحيل عددكبي منهم الى السامرة واسكن مكانهم من السامريين جلبهم السامرة(عزرا4: 9, 10 )وكتب حينئذرحوم صاحب القضلة  وشمشاي الكاتب وسائر رفقلئهما الدينيين والاركويين و البابليين والشوشنيين والهويين والعيلاميين وسائر الامم اللذين في عبر النهر والى آخره وفي اشعياء ( 11: 11 = وفي ذلك اليوم يعيد الرب فيمد يده لافتداء بقية شعبه في اشور ومصر وفتروس وكوش وعيلام وشنعار وحماة وفي جزر البحر ) ( للتوضيح : فتروس في مصرلعليا- كوش في الحبشة- شنعار في ارض بابل ) ويكون في ذلك اليو ان لسيد يعيد يده ثانية ليقتي بقية شعبه التي بقيت من اشور ومن مصر ومن فتروس ومن كوش ومن عيلام ومن شنعار ومن حماة ومن جزائرالبحر.. وقد ذكر العيلاميين بالارض المقدسة ارتباطا وثيقا واذا عرفنا مكان الارض المقدسة عرفنا مكان العيلاميين .

(( ويكون في آخر الايام اي اردّ سبي عيلام , يقول  الرب )) وكذلك في اشعياء ( 22: 6   عيلام تحمل الجعبة وترسل مركباتا ورجالها وفرسانها وقير تشهر ترسها = للتوضيح : عيلام – قير هو موطن الاراميين الاول – جيش عيلام وقير يساند الاشوريين في حروبهم) فعيلام قد حملت الجعبى بمركبات رجال فرسان , وقير قد كشفت المجنّ .

وكانمن ضمن المحتشدين يوم الخميس ** عيلاميون ** في سفر الاعمال(2 : 9 = نحن من برثية ومادية وعبلام  وما بين النهرين واليهودية وكبّكوكيّة وبنطس وآسيــّة  ) فرتييون ومادييون وعيلامييون والساكنون ما بين النهرين’ واليهودية وكبّدوكيّة و بنتس وأسيّا .وهم عبارة عن تلك الفئة التي كانت تتحدث بالارامية.

وفي سفر العدد 33: 18  ) ثم ارتحلوا من حضيروت ونزلوا في رثمة. وكانت سوسة مقر الملك كدعومر ملك عيلام ولذلك جاء في التاريخ , وكدلعومر ملك عيلام كان قائد ملوك الشرق لذين غزوا شرق الارن وفي زمن ابراهيم الخليل ( تك 14 : ). وفي اقرن الثامن قبل الميلاد , انصر ملوك آشور ( سرجون وسنحاريب وآشور بانيبال ) على عيلام , واتخذ الاشوريين العيلاميين اسرى ثم استخموهم كجنودا مرتزقة في جيشهم حيث اشترك هؤلاء المرتزقة في الهجوم على القدس ( اش 22:   6 = عيلام تحمل الجعبة وترسل مركباتها ورجالها وفرسانها وقيرتشهر ترسها ) ( للتوضيح قير: اسم بلدة )

إنكي و عيــــــــلام

 

الباحث: الدكتور فالح عبدالله المنصوري

جامعة /HSU/USA

إنكي أو إنقي هو أحد أهم الآلهة في الأساطير السومرية، والذي عُرِفَ فيما بعد باسم إئا أو إيا في الأساطير الأكادية والبابلية. بُدِئَت عبادته بوصفه الراعي الأكبر لإريدو في سومر، ثم انتشرت عبادته في جميع أنحاء بلاد الرافدين، و اتوسع انتشارها حتى وصل  إلى بلاد الحثيين والحوريين. كان إله الحِرَف والمِهَن والصَّنْعات والاختراعات (جَشَموالذكاء والحكمة (جِسْتو، وتعني حرفياً “الأذن”، وهذه علاقة قديمة بين السمع والفهم)، انكي ( رب او راعي الاض ) إله المياه العذبة والخصوبة، والخَلْق (نوديمّود : نو، شبه، ديم مود، يحمل، أي “حامل الشبه”، وهو الإنسان، وهذا أصل قديم للمفهوم الديني في الأديان الإبراهيمية

 

للتحميل …إنكي

من هم القرامط ؟

الباحث : الدكتور فالح عبدالله المنصوري

 

جامعةHSU/USA

من هم القرامط ؟ ?

ثورة الفلاحين بلا منازع»

حمدان بن الاشعث والمتخلص بـ ( حمدان قرمط ) مؤسس الدولة القرمطية ولد في بلاد الاحواز ( عيلام) ماخوذ اسم الحركة والدولة من اسمه. «إن كانت ثورة الزنج هي ثورة العبيد، فإنّ الثورة القرمطية هي فاندلعت ثورة القرامطة ابتداءا من بلاد الاحواز فكان انلاعها في وتوهجها في الكوفة في العراق حيث كانت الظروف مهيأة للاضطرابات والثورات ولها خلفيات سياسية ودينية وكذلك اقتصادية واجتماعية. فالقرطية انشقت  عن الولة الفاطمية الشيعية وطبعوا لحركتهم طابع ديني ادي الى نجاحها وتاسيسهم دولة خاصة بهم . حيث قامت اول دلة قرمطية باية منطقة ( الاحساء ) شرق المملكة العربية السعودية اليوم. وهي بعقائدها تختلف تماما عن بقية الفرق الاسماعيلية كالنزارية والبرة. وقد عرفت باسم العوة الهاية. و البعض من المورخين لهم راي وانهم من ينسب القرامطة الى (لدروز ) فكانت سنة 255 هـ اندلعت ثورة الزنج والتي دامت لاكثر من عشرون عاما, تخللتها كثير من المعارك الحخربية بين الثوار واغلبهم من الطبقة المسحوقة والمستعبدين حيث كانوا يعانون من طروف معيشية صعبة وعمل شاق في المزارع وكان يقوهم ( علي بن محمد الاحوازي ) والذي اعى انتسابه الى ( ال البيت ) وثار على الخليفة العباسي والذي حاول الاخير على قمعها.

فامتشر فكرتهم حيث اجتازت العرق ثم البحرين بزعامة ( ابو سعيد الجنابي ) الذي ظهر سنة 899.م . وقام ببسط نفوذه على البحرين كاملة فاصبحت البحرين مكزا رئيسيا للقرامطة. ثم اتسع نفوذها الى ( الاحساء  والطائف ووصلوا الى اليمن ) حتى وصلوا الى الشام في منقة تسمى ( سلمية  وبعلبك ) ثم سيكروا على دمشق عام 873 .م. ثم اتجهوا نحو مصر وعمان والمغرب. ويقال انهم اخذوا ( الحر الاسود ) من مكة. حتى عجز الخليفة المعتضد ان يقابلهم . على أرض الواقع، استفاد القرامطة من البنية التحتية الباطنية للمذهب الإسماعيلي، والذي بثَّ العديد من دعاته سرًا في أنحاءٍ متفرقةٍ من العالم الإسلامي، كان أبرزها في بلاد الاحواز، وسلمية قرب حمص، بالشام. لكن كان الثقل الرئيس للدعوة الإسماعيلية القرمطية في سواد الكوفة بالعراق، حيث نشط حمدان قرمط.

في بداية دعوتِه، كان حمدان خاضعًا للقيادة المركزية السرية للدعوة الإسماعيلية العامة، وكان مقرها على الأرجح سلمية بالشام. استغلّ حمدان تفكك سيطرة الخلافة العباسية على جنوبي العراق، وانشغالها بثورة الزِّنج العنيفة، وبثّ دعاته في أرياف الكوفة، وجوارها، ليبدأ في الجهر بدعوته عام 278هـ، ويبني دارًا خارج الكوفة يعتبرها «دار الهجرة»، وبدأ في الصدام المباشر مع الدولة العباسية. كان هذا النشاط بالعراق، بالتوازي مع بث دعاةٍ آخرين خارجه. فبدأت الدعوة في بلاد الاحواز عام 260هـ، وفي اليمن 268هـ (لكنها ظلت على ولائها المركزي الإسماعيلي العام)، وفي شرقي الجزيرة العربية عام 281هـ، حيث لاقت نجاحًا كبيرًا هنالك، وامتدت إلى عُمان واليمامة، والبحريْن الحالية، وأضحت تلك المناطق -خاصة الأحساء والبحرين- المعقل الرئيس للقرامطة، حيث تموقعت عاصمتهم فيما بعد (هجر). ظهر الإسماعيليون على مسرح التاريخ بشكل أقوى كثيراً بعد فترة قصيرة في النصف الثاني من القرن الهجري الثالث، عندما انبعثوا بصفتهم منظمة حيوية تقود نشاط دعوة شاملة عبر شبكة من الدعاة. يستطيع المرء أن يميز قيادة مركزية ذات طاقة عالية وراء هذا النشاط الثوري، هذه القيادة كانت في البداية تعمل من عسكر مكرم في الاحواز وأخيراً من سلمية في سورية. وهناك روايات متنوعة عن بدايات الدعوة الإسماعيلية في القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي، وعن الأعمال الدينية بالتحديد وعن سلسلة نسب القادة المركزيين المسؤولين عن تنظيم وقيادة هذه الحركة، التي اجتذبت انتباه المسؤولين العباسيين بسرعة، وكذلك الجماهير تحت اسم القرامطة. ثمة رواية إسماعيلية رسمية رعاها الخلفاء الفاطميون أوجزها فيما بعد الداعي المستعلي إدريس عماد الدين (توفي 872 هـ 1468م) في الجزء الرابع من كتابه عيون الأخبار، وثمة رواية معادية للإسماعيليين تعود إلى الجدلي ابن رزام والشريف أخي محسن، وقد حفظها مؤرخون متأخرون وبالتحديد ابن الدواداري والنويري والمقريزي. كما أن الطبري سرد لنا الفصل الافتتاحي لحركة القرامطة في العراق (الطبري مجلد 3 ص 2124 ومن الترجمة مجلد 37 ص169).

وفي عام 286 هـ بدا الانشقاق القرامطة، الانقسام القرمطي – الفاطمي وهنا يبرز الكثير من الغموض. فعندما أعلن عبيد الله المهدي الفاطمي الإمامة لنفسه، اعترض بعض أبرز الدعاة ومنهم حمدان قرمط، وعبدان. اختفى حمدان فجأة، واغتيلَ عبدان، ومنذ ذلك الحين لا يُعرَف إلى أينَ ذهب، أو ما مصيره. وإن كانت بعد المصادر الشيعية تذكر أنه سار خفيةً إلى عبيد الله المهدي، وبايعه، واكتسب معه هويةً جديدةً غير معلومة، ومضى يواصل سبيل الدعوة الإسماعيلية العامة. وقد أدى هذا الاختفاء إلى بلبلة واضطرابٍ كبيريْن لدى قرامطة العراق وبلاد الاحواز.

ومن جهة اخرى سعى زكرويه الداعية القرمطي وكان معارضا بشدة لهذه الانقسام الفاطمي حيث ارسل بعض ابناءه داعية الى بلاد الشام وجمع هناك جمهورا كبيرا من سكان البادية السورية للدعوة القرمطية. ولكن فيمابعد قتل زكرويه في اصطدام في منطقة ( سلمية ) بالشام بعد معركة شرسة مع العباسيين عام 294 هـ ولهذا السبب تفككت شبكة انصارة وانتهت عمليا الحركة القرمطية في بلاد العرق والشام

شهد العام 261 هـ 874-75م وربما قبل ذلك بداية نشاط الداعي حمدان قرمط في العراق (ابن النديم ج1 ص187. المسعودي – تنبيه ص395). وحمدان قرمط نفسه هو من المستجيبين للداعي حسين الأحوازي الذي أرسله القائد العام للإسماعيليين إلى جنوب العراق. نظم حمدان الدعوة في موطنه سواد الكوفة وأجزاء أخرى من جنوب العراق، بسرية كاملة  وعين دعاة للمناطق الرئيسية. كانت الدعوة التي نظمها حمدان جزءاً من الدعوة الإسماعيلية العامة يومئذٍ التي كانت تُدار مركزياً من سلمية. قبل حمدان سلطة القادة المركزيين واتخذ مقراً له في كلواذا قرب بغداد، ومن هناك كان يتراسل مع القيادة المركزية –. ومن العوامل التي ساهمت في نجاحه السريع ثورة الزنج وهم مجموعة من الكادحين المستعبدين العبيد حيث جعلوا الرعب جنوب العراق وجلبوا انتباه القيادات العباسية في بغداد، واستمرت هذه الثورة لمدة خمسة عشر عاماً (255 -70 هـ 869 – 83م). ازداد عدد أتباع حمدان بعد أن كسبوا اسم القرامطة بشكل عام 267 هـ 880م حين عقد حمدان تحالفاً مع قائد ثورة الزنج (الطبري ج3 ص2129

بدأت الدعوة في أقاليم أخرى إلى جانب وجودها في العراق حوالي عام 260 هـ 870م ظهرت الدعوة في بلاد الاحواز وكانت تدارمن قبل القادة القرامطة في العراق. فأبو سعيد الجنابي (907) الذي درّبه عبدان كان ناشطاً في بداياته في الاحواز ونجح نجاحاً عظيماً (مادلونغ 1983). وعُيّن مأمون أخو عبدان داعياً في بلاد الاحواز ، وبعده دُعي أتباعه في تلك المنطقة بدعوة المأمونية (الديلمي ص21). كما بدأت الدعوة في اليمن عام 268هـ 881م وبقيت على علاقة وثيقة بقيادة الإسماعيليين المركزية، وقادها الداعيان على بن الفضل وابن حوشب المعروف بمنصور اليمن (النعمان بن محمد، افتتاح الدعوة ص32-47؛ هالم 1981). وفي عام 270هـ 883 أرسل ابن حوشب ابن أخيه داعياً إلى السند، وبعده أَرسل أبا عبد الله إلى المغرب حيث هيأ الأرض للحكم الفاطمي (النعمان بن محمد، افتتاح ص45، 59).

أما اليمن، فلم يدُم الوجود القرمطي فيه أكثر من 20 عامًا، تخللها الكثير من الاضطراب، واختلاف ولاء الدعاة الإسماعيليين بينَ القرمطية والفاطمية، ولم يعد من وجود يذكر للقرامطة هناك بعد عام 304هـ.

وعندما نشب الخلاف  بين قرامطة البحرين والفاطميين انفجرت في حرب مفتوحة عقب فتح الفاطميين مصر عام 358 هـ 969 م واجتياح الفاطميين لسورية في العام التالي. بدأت الجيوش القرمطية بقيادة حسن الأعصم ابن أخ أبي طاهر قبل فتح مصر بوقت قصير غارات على سورية وفلسطين أجبروا خلالها الحكام الأخشيديين على دفع مبالغ سنوية للقرامطة. عام 360 هـ 971 م هزمحيث تمكن حسن الأعصم بمساعدة البدو والحمدانيين ن يهزم الجيش الفاطمي وتمكن من احتلال دمشق والرملة وأعلن سيادة العباسيين على هذه المناطق وسبّ وشتم الخليفة – الإمام المعز على المنابر. ثم سار  حسن الأعصم الى مصر حتى وصل أبواب القاهرة، ولكنه في ربيع الاول من سبة 361 هـ أُجبر على التراجع إلى الإحساء.

و في كانون الأول 971 م، بسبب المشاكل الداخلية في البحرين  نشب خلاف بسبب نقل الفاطميين عاصمتهم إلى القاهرة في رمضان 432 بين الخليفة المعتز والحسن الاعصم الى درجة  وقد تبادل رسائل تهديدية هـ حزيران 973م (انظر المقريزي اتعاظ ج1 ص 189-202؛ النويري، ص 307-310؛ ابن الدواداري ص149-156؛ مادلونغ، ص 68-69، 85). في عام 363 هـ 974 م هاجم حسن الأعصم مصر مرة ثانية وحاصر القاهرة ولكن الفاطميين هزموه فعاد إلى البحرين. فيما بعد فتح الفاطميون دمشق ووقع الإمام – الخليفة المعز معاهدة سلام مع القرامطة الذين استلموا مبلغاً من المال يعادل ما كان الأخشيديون يدفعونه لهم. (ابن القلانسي ص 1-11؛ النويري ص 304؛ المقريزي المقفى، في أخبار القرامطة ص 402)

م عندما كان الإمام عبد الله المهدي يقيم سلطته بصفته الخليفة الفاطمي الأول في شمال أفريقية بحلول العقد الاول من القرن الرابع الهجري 912هـ – 923 .م ,في حينها كان وضع القرامطة في البحرين والعراق في تدهور, بدأت الحركة القرمطية تستعيد بعض وحدتها الأيديولوجية وتُحقق انتشاراً في الاحواز وبلاد ما وراء النهرين.

نهاية القرامطة :

اقتحام المسجد الحرام، وقتل الحجيج ورمي جثثهم في بئر زمم واقتلاع الحجر الأسود من مكانه واحتفضوا به  قرابة 22 عاماً، كل ذلك حدث في عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله بن المعتضد من قبل فئة ادعوا التشيع وأطلقوا على أنفسم اسم “القرامطة”. وفي العام 337هـ وبعد وساطة شاقة، ودفع أموال هائلة، تسلَّم العباسيون الحجر الأسود وأرجعوه إلى مكانه مرة أخرى. تمكنوا القرامطة من بسط نفوذهم في العراق وبلاد الشام وشبه الجزيرة العربية وصولاً إلى مكة؟ بعد وفاة الإمام  السادس جعفر الصادق، حدث انشقاق في الصف الشيعي، فمنهم من اعتبر إسماعيل بن جعفر هو الإمام السابع وعُرفوا فيما بعد بالإسماعيلية. ومنهم من اعتبر موسى بن جعفر الإمام السابع، وهم يمثلون الأغلبية الساحقة للشيعة اليوم، ويسمون “الإثني عشرية”. بايع الإسماعيليون محمد بن إسماعيل إماماً لهم، ونتيجة لملاحقة الدولة العباسية له اضطر إلى الخروج من الحجاز واختفى، لتبدأ حملة سرية وواسعة لنشر العقيدة الإسماعيلية.

ومع ذلك بقيت الدعوة تجري باسم محمد بن إسماعيل الغائب، الذي قيل إنه هو “المهدي المنتظر”. وكانت الدعوة الإسماعيلية في بلاد الاحواز والعراق يقودها حمدان قرمط، الذي تمكن من تحقيق نجاح كبير واجتذاب الكثيرين إلى الدعوة الإسماعيلية في العراق، والتي توسعت فيما بعد لتشمل اليمن والمغرب ووسط وشمال فارس. وفي عام 899م، أعلن عبيدالله المهدي -الخليفة الفاطمي فيما بعد- أنه إمام وأنه من سلالة محمد بن إسماعيل، وأمر جميع الدعاة في مختلف الأمصار بإعلان أنه الإمام الحادي عشر للمسلمين ونشر الدعوة باسمه بدلاً من مهدية محمد بن إسماعيل. إلا أن الإسماعيلية في العراق والبحرين وخراسان رفضوا الاعتراف بإمامة عبيدالله، وكان على رأسهم حمدان قرمط الذي كانت مدينة واسط العراقية مركزاً لدعوته. وواصلوا تمسُّكهم بإيمانهم الأصلي بشأن مهدية محمد بن إسماعيل، ليقيموا سنة 899م دولة في البحرين ويعلنوا قطع علاقتهم بعبيدالله، وعرفوا فيما بعد بالقرامطة، الذين وصفهم عديد من المؤرخين بأنهم ملة كفرٍ، ظاهرها التشيع.

فقد سنّو شرائع خاصة بهم مثل أن الخمر حلال وأن لا صوم في السَّنة ، وأن الحج والقِبلة إلى بيت المقدس. ومن الوقائع الاخرى في زمن القرامطة لقد اتهم الصوفي المشهور ( حسين بن منصور الحلاج الاحوازي) بانه عميل لدولة القرامطة في نهاية المطاف سقط القرامطة؛ بسبب انكماشهم الداخلي بعد إسناد إمارة البحرين إلى شاب رأى الجنابي أنه المهدي المنتظر. فقام ذاك المهدي المزعوم بإعدام عديد من أعيان الدولة، التي شارفت الانهيار ودخلت في حرب مع الفاطميين، دفعت بعديد من القرامطة إلى الارتحال إلى بلاد الاحواز.

وفي منتصف القرن الخامس، استطاع العوينيون وبعض القبائل العربية الموالية للعباسيين والسلاجقة هزيمة القرامطة ودحرهم عن إقليم الأحساء والبحرين، بعد ما يقرب من قرنين،. وقد قُسِّم المجتمع القرمطي في هذه الدولة إلى طبقات أربع، وهذه الطبقات هي:

الطبقة الأولى: وهم الإخوان الأبرار الرحماء كما جاءت تسميتهم في رسائل إخوان الصفا، وهذه الطبقة هي طبقة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين خمس عشرة سنة وثلاثين سنة، وهم الطبقة المستعدة لتقبل أفكار القرمطيين وتبنيها والدفاع عنها.

الطبقة الثانية: وهو ما يُعرفون بطبقة الإخوان الأخيار الفضلاء، وهم من تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والأربعين عامًا وعم المكلفون برعاية الطبقة الأولى ومساعدة شبابها.

الطبقة الثالثة: وهذه الطبقة تشمل من هم بين الأربعين والخمسين عامًا، وهم من يأمرون وينهون ويُسمَّون بالناموس الإلهي ولديهم الحق في إصدار الفتاوى والأفكار العقائدية التي يتبناها أصحاب الطبقات الأدنى.

الطبقة الرابعة: وهم المريدون أو المعلمون أو المقربون من الله تعالى، وهم من تجاوزوا الخمسين من العمر وهؤلاء هم الطبقة المثلى عند القرامطة، وهم من يستطيعون رؤية أحوال القيامة من البعث والنشور والحساب والميزان.

يجب كتابة تاريخ الثورة الاحوازية من جديد

يجب كتابة تاريخ الثورة الاحوازية من جديد

 

1-تنقية تاريخ الثورة الاحوازية بكل وقائعها السياسية والعسكرية والدبلوماسية من جديد لانه عبارة عن كتيبات تحتوي على سطور محرفة ومزيفة سواءا كان ذلك التزييف والتحريف عمدا كان اما سهوا.

2- اخوتي واخواتي , ابنائي الكرام : ان التزوير والتهويل والتحريف لم ينفع قضيتنا ولن يدفع عجلتها الى الامام وانما يعمل عكس ذلك واغلب الاحيان ستكون هذه الاعمال عبارة عن  تعطيل دواليبها ( سابوتاج ) واحيانا توقفها كاملا .

2-  كتابة كل وقائع الثورة ومنذ بدايتها , مزوّر وملعوب فيه من قبل جهات وعناصر دائما يتحركون في الظلام وجناح الليل وبالوان رمادية . وهم دائما يتخذون معاقل لهم ويتربصون الفرص وعندما تقوم انتفاضة او ثورة وتبذل الدم فسرعان ما تفزع هذه العناصر المتربصة لركوب الموجة وبدون ان كانت بذلت ارخس شيء .

4- هناك وبصورة ملموسة انتهاك حقوق الاخرين الذين كانوا بذلو وقدموا للثورة الروح والدم ولكن لاسباب قبلية او قضاضات شخصية جعلوهم اصحاب الاقلام غير النزيهة طي الكتمان او في الدرجات الادنى .

5- كل شهدائنا مجللين ومكرمين و لكن مع كل الاسف كل واحد ويقوم بتمجيد شهداء قبيلته دون الذين بذلوا وقدموا اكثر منهم . لان التقديم ليس جميعه سوأ مثلما الشهداء والاسرى لهم درجات مختلفة .

6- فاما الشهداء الدرجة الاولى هم الذين ضمن نضالهم السياسي كذلك نضال عسكري ومن ثم استشهدوا في ميادين القتال ووجها لوجه من عدوهم .

7- واما الشهداء من الدرجة الثانية , هم الذين كانوا في النضال ولكن قبل ان يقوموا بعمل او مواجهة تم اسرهم واستشهدوا.

8- كذلك الاسرى هم طبقتين:

أ – الدرجة الاولى هم القوميين والوطنيين التحرريين الذين تم اسرهم.

ب – الدرجة الثانية هم العقائديين .

ج – واما الدرجة الثالثة هم – الديمقراطيين –

وبشكل عام ان كتابة تاريخ الثورة الاحوازية ومنذ بدايتها و حتى يومنا هذا فهناك ايادي قبلية واحيانا الى درجة ( عائلية ) انانية تحاول قطف ثمارها اعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا. وهذه الاعمال طبعا واكيد تسبب البرودة عند الذين قدموا الكثير.

ملحوظة : يجب العثور على مجموعة من الذين لهم خبرة بالكتابة والتدوين ولهم سابقة في النزاهة والعفة الذين بعيدين كل البعد عن التحييز القبلي او الطائفي لاعادة كتابة تاريخ الثورة بعد جمع ما يمكنهم جمعة من وثائق ومخطوطات والتدقيق الدقيق والجذري في صحتها وسقمها ثم تدوينها.